-A +A
حمود أبو طالب
يوم أمس الثالث من شهر ربيع الآخر حلت الذكرى السادسة لتولي الملك سلمان مقاليد الحكم، والحقيقة أن هذا التأريخ هو ذكرى ميلاد وطن جديد بلا مبالغة، الحقائق التي تكشفت بعد هذا التأريخ عما كان يحدث في الوطن أكدت أننا كنا على حافة الخطر أمنياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً رغم كل الإصلاحات التي تمت في العهد السابق، ورغم احترامنا وتقديرنا للنوايا الحسنة آنذاك، لأنها إصلاحات لم تصل إلى عمق المشاكل وجذورها وأسبابها، صاحبها ضجيج احتفالي لكن السوس الخافي كان ينخر بشراهة وشراسة، حتى أوشكنا أن نتحول إلى هيكل جميل الشكل من الخارج لكنه خاوٍ من الداخل، يمكن أن ينهار في أي لحظة.

الشجاعة والشفافية التي اتسمت بها المرحلة الجديدة على مدى ست سنوات فقط صارحتنا بكل الأخطار التي كانت محدقة بنا، داخلياً وخارجياً، وتعاملت معها بقوة وحكمة وسرعة وصرامة وحسم، لم يكن هناك وقت كاف للتسويف والترحيل والترضيات والمجاملة، المعادلة كانت واضحة جداً إما أن يبقى هذا الوطن أو ينهار، لذلك بدأ تنفيذ سلسلة القرارات التأريخية الحاسمة بإعادة هيكلة كل شيء ونزع النباتات السامة التي انتشرت في كل مكان من مفاصل الدولة والمجتمع.


لم تكن التغييرات الاجتماعية هي الهم الأكبر رغم أهميتها، بل تنقية جهاز الدولة من خطرين مدمرين هما الفساد وتغلغل المخططين لهدم الكيان الوطني وضم الوطن الموحد المستقر إلى مشروع الهدم والفوضى الذي طال دولاً أخرى، من كان يصدق أن الفساد كان يستنزف قرابة ربع ميزانية الدولة، وأن المتآمرين وصلوا إلى أكثر المواقع حساسية في أجهزة الدولة، كانت الكارثة وشيكة لو لم يقيض الله لنا هذا العهد الرشيد الشجاع.

لقد خضع الوطن لما يشبه الإنعاش القلبي السريع ليسترد عافيته وقوته، وليبدأ بعد ذلك مرحلة التحدي الكبير في مشروع مستقبلي قطع فيه شوطاً مهماً، وحقق إنجازات حقيقية على أرض الواقع، وهو مستمر في ذلك ومتيقظ جيداً لكل من يحاول تعطيل مشروعه، ومستعد وجاهز للتعامل معه بكل ما أوتي من قوة.

habutalib@hotmail.com